لوريل وهاردي .. صداقة من نوع خاص
في الثمنينات والتسعينات، حتلاقي كل اثنين اصدقاء لو واحد فيهم طويل والثاني قصير، كان لازم الكل يعلق ويقلك مين “لوريل وهاردي”
وبالرغم أن ده نوع من أنواع التنمر من وجهة نظري، لكن تعالوا نتكلم عن أشهر ثنائي كوميدي على مر التاريخ، للأجيال الجديدة اللي فاتها الكثير، بسبب الإنترنت والقنوات المشفره.
لوريل وهاردي هم أشهر ثنائي كوميدي على الإطلاق، صحيح ظهر بعض الثنائيات بعد ذلك سواءا عربيا أو عالمياً، لكن مكنتش بتدوم كثير..
لكن لوريل وهاردي صدقتهم استمرت كمان لما بعد الكواليس ولغاية آخر يوم في عمرهم.
وأنا ببحث عن معلومات عنهم اكتشفت أنهم طالعين باسمائهم الحقيقية، يعني هما بالفعل اسمهم الحقيقي “ستان لوريل” و ” أوليفر هاردي”
ولد “ستان جيفرسون” سنة 1890 بإنجلترا لعائلة مهتمه بفنون المسرح، وأثناء تواجده في أمريكا اتطلب منه يقلد دور ” تشارلي شابلن”، وكان بالفعل بيأدي دور “تشارلي” في فرقة “فريد كارنو” الكوميدية المتنقلة. بعدها قرر البقاء في أمريكا، وغير لقبه لـ” ستان لوريل”، وحصل على عدة أدوار بأفلام ومسرحيات قبل ما يقابل صديقه اللي حيحقق معه الشهرة.
أما بالنسبة لـ”هاردي” فكانت حياته مأساوية شوية، «أوليفر هاردي» كان اسمه عند الولادة «نورفيل هاردي»، وهو الأصغر بين خمسة اخوات، بعد وفاة أبوه بعد سنة من ولادته بالولايات المتحدة، ووفاة أخوه الكبير أمام عينيه غرقاً، وفشل هاردي أنه ينقذه، قرر انه يستبدل اسمه بأوليفر، وهو الأسم الأول لأبيه، تكريماً ليه، وكان ليه اسم شهره آخر بين اصدقاءه، فكانوا يطلقوا عليه اسم «بيب».
نتيجه لظروفه الصعبة كان بيهرب من المدرسة كثير، ومكملش حتى دراسته العسكرية، وبالرغم أن والدته شجعته على دراسة الفنون، لكنه بردو تهرب من الدراسة، وفضل يغني في المسارح ومن بعدها انتقل الى التمثيل.
جمعت عدة افلام ما بين الأثنين قبل ما ينضموا كأعضاء في فرقة لروش “All-Stars” ، لغاية ما اكتشف المنتج روتش الكيميا بين “النحيف” (لوريل) و “السمين” (هاردي)، واتكون الفريق رسمياً سنة 1927، حيث لعب “لوريل” دور النحيف البسيط البريء ذو الغباء المفرط، اما “هاردي” فلعب دور البدين المغرور والمتغطرس مدعي الذكاء وهو لا يقل غباءاً عن لوريل.
تميزت أعمالهم بأنها كانت بتعبر عن حياة الشباب في الأسرة المتوسطة، فهما غالبا بيدورا على شغل، وتحصل عدة مواقف وكوارث ويفشلوا في شغلهم في مواقف واسكتشات مضحكة نتيجة لغباءهم طبعاً.
لهجة لوريل البريطانية ونبرة هاردي الجنوبية ـ كانت مناسبة تماماً لشخصياتهم، ونجح الثنائي وحبهم الجمهور بشكل كبير، فعملوا مع بعض 107 فيلم كوميدي ما بين 1921 و1950، ما بين افلام قصيرة وطويلة، صامتة ومسموعة، ومش بس أبيض وأسود لكن كمان عملوا أفلام بالألوان.
استمرت صدقتهم كمان خلف الكواليس لمدة 30 سنة لغاية أغسطس سنة 1957 حيث فارق أوليفر هاردي الحياة عن عمر يناهز 65 سنة عقب إصابته بجلطة. وانهار “لوريل” تماما بعد سماع الخبر، وكان مريض وقتها لدرجة أنه محضرش الجنازة.
بعدها حزن “لوريل” جدا على صديقه و اعتزل التمثيل، ورفض يظهر لوحده من غير “هاردي”.
في الفترة الطويلة اللي اشتغلوا فيها مع بعض، اتطورت السينما كثير وخاصة في مجال الصوت، في الأول كانت السينما الصامته، وكان بيقوم “لوريل” بعمل بعض المؤثرات الصوتية بصوته، ذي التصادم، ده غير انه ابتكر لازمات ارتبطت بالشخصية ذي حك الرأس بشكل متكرر، والعياط مع جملة “Well, I couldn’t help it!”، غير نظره البلاهه ومسكته للكرافت بتوتر، وكان بيبص للجمهور في الكاميرا عشان يثير تعاطفهم.
يقال أن في اول مشاهدتك لأفلامهم حتعجب بـ “لوريل” أكثر، لكن بعد كده حتبتدي تميل “لهاردي” .
ظهروا في أكثر من 40 فيلم قصيرًا مع المنتج لـ Roach، بما في ذلك الأفلام الكلاسيكية Hog Wild (1930)، وHelpmates (1931)، وTowed in a Hole (1932)، وThe Music Box «صندوق الموسيقى» (1932) الحائز على جائزة الأوسكار.
على الرغم من عدم ذكر اسمه في الأفلام، إلا أن لوريل كان المخرج والكاتب الرئيسي لجميع الأفلام اللي أنتجها فريق Roach تقريبًا. وده يفسر تشابه واتساق افلامهم في الفتره دي.
أكثر اعمالهم شهره كانت Putting Pants on Philip (1927)، و Two Tars (1928)، و Liberty (1929)، و Big Business (1929).